سورة القصص - تفسير تفسير الشعراوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القصص)


        


{فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ(19)}
قوله تعالى: {فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بالذي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا} [القصص: 19] يعني: أن موسى حَنَّ مرة أخرى للذي من شيعته وهو الإسرائيلي وناصره، ولكن الرجل القبطي هذه المرة واجهه {أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بالأمس} [القصص: 19] فهو يعرف ما حدث من موسى، وما داموا قد عرفوا أنه القاتل، فلابد لهم أنْ يطلبوه، وأن ينتقموا منه.
وقوله تعالى: {إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأرض وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ المصلحين} [القصص: 19] إنْ هنا نافية يعني: ما تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض، فقد قتلتَ نفساً بالأمس، وتريد أنْ تقتلني اليوم.
إذن: عرفوا أن موسى هو القاتل، وهناك ولابد مَنْ يسعى للإمساك به، وفي هذا الموقف لحقه الرجل المؤمن: {وَجَآءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى المدينة}


{وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ(20)}
هو الرجل المؤمن من آل فرعون، جاء لينصح موسى بالخروج والهرب قبل أنْ يُمسِكوا به فيقتلوه.


{فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(21)}
لأنهم يضطهدوننا ويعذبوننا من غير ما جريرة، فما بالك بعد أنْ وجدوا فرصة وذريعة ليزدادوا ظلماً لنا؟
ثم يقول الحق سبحانه: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ}

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10